الصورة الرمزية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

من أنانبذة : أديبة وكاتبة ولدي 4إصدارات وعدد يصل ل15 أمسية شعرية وقصصية والتجارب الروائية بكالوريوس

صورتي
نحن هنا لكي نفعل شيئا ذا قيمة في زمن يفعل فيه الكثيرون مالا قيمة له .... فاطمة سعد الغامدي

الاثنين، 25 أبريل 2022

الأرض والعربي

 


وأوتينا لغة من التواصل ،فوق موقد القهوة.. توقد قصة ،وتُبتَلع غصة ...وربما غصات ..نكنس الذكريات نرتب أحزاننا ، ننفض بقايا غبار حصادنا ...ريثما نبيع محاصيلنا ..نطهو أفراحنا كي  تسكن أحزاننا ،ذلك..الحزن اللحوح الذي ينمو بروح طفل ولايتحلى بالحكمة والعقل أبدا..

لغة التواصل ..تتناسل منها الحكايات والأساطير والأكاذيب والهرطقات ...تختلط بدخان التبغ المتصاعد في غيرهدى الملتف كأوجاع مزمنة،

سكن أوجاعك ياأخي ....سكنها ..

نتناول حكاية ...

تشرأب الأعناق نحو حكايانا ... نطمئن لاطمئنانهم ....

جل مافي الأمر ...(عزوة ) في وجه الخوف والدبابات والمجنزرات والطائرات بدون طيار ...قطيع المفاجآت ..

من تناسل الحكايات ، نحرث أرضنا ...نزرعها ...نحصدها ...نحتفل ..تتأصل علاقاتنا ..نحو آلاف السنين ..أحببناها ..والشمس والقمر والمطر ...لكل اسمه ...منازله ..وأنواؤه التي عقدنا معها صفقات ومواعيد النماء ...موعدا ..موعدا ...لاتنساه ..ولانحن ...لانخلفه ولاهي ...

وأزهاره ..علقها الحالمون في ضفائر الحلم ...الذي يبتسم كلمازادت حبات العرق ....ورتبوها في أصيصات نوافذهم ..

الذكريات ..تصطف كأوراق الصفصاف  فوق جداول الماء ..وزوايا  الأحبة والأهل والجيران

الطرقات –والأغاني والظلال المتراقصة على الجانب الآخر من الانتظار

هكذا تعجن أرض العربي طفلا كان أوكهلا ..ولكي تنتزعه من أرضه ...انتزع اشجارها ---اقتل مواشيها ..

ذلك ماتفعله بدم بارد .

تدفن ذاكرته ---وكيانه وشمسه وقمره...

تزاحم ذكرياته ..

لأنك بلاذكريات –أو تخجل من ذكرياتك ..

العربي أرضه عائلته الكبيرة ...وكم من عربي قدم عائلته فداء لأرضه ...

العربي لاينفصل عن ترابها –آدميتها

وقد تنبت في تربة يديه شجرة ---زيتون أو لوز أو موز

لذلك يموت العربي واقفا كالأشجار  ..



نشرت في مجلة معزوفات مخملية 

دعوات وشهادات

 


الحرية


 جلس السيد الممتليء قليلا والسعيد كثيرا إلى عائلته بعدما تناولوا طعام الغداء ، اقترب منه طفله الذي يبلغ من العمر تسعة أعوام ؛ احتضنه وغفا الصغير المدلل في حضنه ؛ صفقت بجناحيّ بقوة ، فزع الجميع وقد كادوا يستسلمون لنعاس طفيف حيث تسللت الشمس الدافئة عبر الزجاج المواجه للمسبح المائي إلى غرفة المعيشة ، إنهم يتلذذون بالنوم الخفيف هناك ولاينتقلون إلى غرف نومهم الوثيرة إلا بعد العاشرة مساء...

اقترب مني السيد داعبني بصبر نافذ وهو يشد على أسنانه من الغيظ ، مسح بيده على قفصي المذهب المجاور لنافذة كبيرة تعكس السماء الزرقاء على زجاجها الشفاف ، ذلك العالم الذي حرمت منه ؛ووضعت هنا ؛أكمل زينة المكان وأدخل السرور على قلب عائلة تكاد لاتكترث لأمر لايعنيها .. الشارع المكتظ بالسيارات والفقراء المتسولون والحرب الباردة وشئون الشرق الأوسط لاتعنيهم إلا بقدر ماتجني شر كاتهم أرباحا طائلة ،ظللت ارفرف بجناحيّ عاليا واصعد درجات القفص وأهبط ؛ أحدث ضجيجا أفزع قيلولتهم ، تساءلت السيدة عما حدث لي وقد قامت الخادم بتنظيف قفصي ، ووضع الطعام والشراب لي ، ضحك ابنها الكبير ذو الشعر الكثيف والصوت العالي والفوضى المزعجة قائلا ياأمي : لعله شبع ! ، ولو تركته جائعا لسكن والتزم الهدوء ... ازداد شعوري بالقهر ، رفرفت أكثر وبسرعة أكبر ، فالقفص المذهب لأجلهم والنافذة وانعكاس الشمس فوق صفحة الماء ، كل ذلك لايعنيني ، أحن إلى أسراب العصافير والأغصان وإلى انتشاء الحقول بالمطر والشمس وتنوع الفصول، رفرفرت أكثر ، وازدادت رفرفتي ، كسر جناحي ، نزفت دما سقطت على أرض القفص ، اقتربت مني الفتاة ذات الأربعة عشر ربيعا ونعومة ، فتحت باب القفص وهي تبكي ، ناشدت عائلتها بأن يطلقوا سراحي ، وافقوا جميعا ، رفعت جسدي لأطير وفي أذني غناء البلابل وزقزقة العصافير وأزيز الفراشات الملونة وحفيف الشجر وخرير المياه، فسقطت مغشيا
فاطمة

الاثنين، 18 أبريل 2022

أغنية العودة

 

فتاة  تضحك / تبكي

تغازل  قمرا بات 

يعانق صامتا  ( حنه )   


ويبتسم لمزمار

الطير  الذي غنى 



عناقيد العنب

وزهر اللوز 

وقلب تقتله (أنه)

وجذر يكره البعد

ووهم  كان ممتنا


وأشواقا وأدناها 

وأسفاراح عشقناها 

وغربة أصبحت سُنّة 


وإن عدنا  ننهم  حبا

ونلثم تربك الطاهر

فلا تلومينا

فرغم العلم والأموال 

ورغم المجد الذي صنعناه 

بدون جدائل البر من 

أرضك

ماصرنا وما  كنا

ولاعاشت فسائل 

شوقنا البارد

وماعشنا

الأحد، 17 أبريل 2022

حكمتي

            الضعيف أمامك ، قوي  من خلفك 



 

وشوشة القرى




وشوشة القرى أغنية 
ذات صباح كانت 
الشمس تركض في الطرقات 
وأخي الصغير يطارد الشعاع المنعكس 
الفراشات الملونة تضحك أيضا 
وأمي 
العصافير تغرد 
وشقيقتي الكبرى تبتسم
نحن هناك معجونون بماء المطر وسنابل الحياة
ومازلت أتناول أيامنا 
حتى الشبع 
مازلت أقتسم تفاحة الشوق البارد
انسل من ثقب الرحيل
أتمدد فوق عشب ذكرياتي 
أرسم ملامحهم 
كان أبي يرشوني 
بوردتين كي أغني  
الأغنية الأخيرة 
نامت فوق جبينه 
    • للأبد

السبت، 16 أبريل 2022

تفقد


‏الفضول  يدفعني لأكتشف  سر  الجلبة المتعالية في منزلي  الذي كنت.أعيش فيه  مع زوجي وأطفالي قبل وفاتي .
منذ أشهر كانت الأجواء خافتة والأماكن صامتة ؛ عدا نحيب  الأركان وبكاء طفلي ّ ، الزغاريد  وأصوات الموسيقى  والضحكات تزداد كلما اقتربت ،أطللت  بوجهي من خلف الغياب وصرخت هل الجميع بخير ؟!!   لم يلتفت نحو صوتي أحد  ، يقف  زوجي بقامته الفارعة إلى جوار  امرأة ترتدي البياض المطعم بالمجوهرات ،مبتسما كأبواب السعادة والهاً كالشوق الذي يسكنني ،أخوتي  يحضرون الزواج ويباركون لزوجي ،شقيقاتي  ترتدين الفساتين الجميلة و تمازحن العروس - صديقتي المقربة -طفلاي  يبكيان  ؛ يبحثان عن وجهي ، أمي  ناحلة الجسد تشتم ما تبقى من ملابسي تبكي  وتحتضن طفليّ  ..الجميع بخير عدا أمي وأطفالي .